بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى (( اهدنا الصّراط المستقيم )) ؟ لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
(( اهدنا الصّراط المستقيم )) ؛ بعد هذه المقدمات العظيمة كلها نتجه إلى الله بقلوبنا وألسنتنا فنقول : (( اهدنا الصّراط المستقيم )) نطلب منه بإخلاص أن يهدينا الصراط المستقيم وهو القرآن والتوحيد والإيمان وما جاء به الرسل عليهم السلام من التوحيد والإخلاص لله رب العالمين .
فنطلب أن يهدينا الله إلى صراطهم (( الصّراط المستقيم )) والصراط المستقيم هو هذا القرآن وما تضمنه ، وما جاءت به الرسالات ، وما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام ، هذا هو الصراط المستقيم ؛ من توحيد وإيمان وأعمال صالحة إلى آخره .
(( اهدنا الصّراط المستقيم )) في أبواب الإيمان بالأسماء والصفات فلا نضل مثل الفلاسفة والجهمية والمعتزلة .
واهدنا في العبادة ؛ فلا نضل كما ضلّ اليهود والنصارى وعباد القبور ، نستشعر هذه المعاني ، فالصراط المستقيم هو : التوحيد والإيمان والإخلاص ، الطريق الذي كان عليه الأنبياء ، لهذا قال :
(( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب ))
اليهود يعرفون الحق ويخالفونه عمدا وعندا وكبرا ، هؤلاء مغضوب عليهم ، (( الضآلّين )) الذين جهلوا الحق فتاهوا ، والذي يضلّ من علماء هذه الأمة فيه شبه باليهود كما قال السلف ، ومن يضلّ من عبادهم فيه شبه بالنصارى .
كثير من الصوفية ضالون مثل ضلال النصارى ، يدعون غير الله ، يستغيثون بغير الله وكذا وكذا ضلال والعياذ بالله!
النصارى ضلّوا فعبدوا عيسى عليه السلام ، ضحك عليهم اليهود وقالوا لهم : إنه هو الله ، أو ثالث ثلاثة أو هو ابن الله ، فوقعوا في الكفر بالله تبارك وتعالى والشرك به وانقادوا لهم لأنهم ضلاّل!!
وهكذا دعاة السوء الفجرة يضلّون كثيرا من الناس .
فنحن نستعين بالله وندعو الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم وأن يجنبنا طرق المغضوب عليهم ؛ الذين يعلمون الحق ولا يعملون به ، أو الضالين الذين لا يعرفون الحق ويعبدون الله بأهوائهم وجهلهم ، وكلهم على ما يسخطه الله ويغضبه وكلهم على ضلال والعياذ بالله .
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لمعرفة الحق والثبات عليه ، وأن يجعلنا من أتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين رضي عنهم سبحانه وتعالى ، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين ، إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .